الإنسان والمالبين الإنسان والمال علاقة حميمة ومتينة نظرا لمتطلبات الحياة واندفاع الإنسان نحو الرفاه والحياة الممتزجة بالنعومة والدلال.
وهذه العلاقة وهذا الاندفاع قد يضعفان من حاكمية الإنسان على ما في يده من مال ويجعلانه مسودا من قبل المال بعد أن كان سيدا عليه، فالطمع والبخل والحسد واللهث وراء الدنيا وملذاتها كلها صفات تكشف عن ضعف حاكمية الإنسان على ما في حوزته من مال وممتلكات.
والدين الإسلامي الحنيف نظر إلى هذه العلاقة بواقعية فمن جهة اعتبر الغنى وامتلاك الثروة حق عام لكل أحد ما لم يتعد الحدود والحقوق، بل حث على ضرورة الكسب الحلال وشجع أبنائه على العمل والإنتاج في مختلف ميادين الحياة، وذم الكسالى والعاطلين عن العمل والمتقاعسين عنه.
ومن جهة أخرى عالج الإشكاليات التي قد تنتج عن علاقة الإنسان بالثروة والمال بأمور عديدة نذكر منها التالي:
أولا: توجيه الإنسان نحو الزهد في الدنيا وما فيها من أموال وثروات ومناصب.
قال الإمام علي (ع):﴿ الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : ﴿ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ﴾ سورة الحديد؛ آية 23، ﴿ وَ مَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى الْمَاضِي وَ لَمْ يَفْرَحْ بِالْآتِي فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ ﴾ .
ثانيا: حث الإنسان على الإنفاق.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ سورة البقرة؛ آية 254.
ثالثا: دفع ما يترتب على الإنسان من حقوق شرعية ( الخمس – الزكاة ).
وهذه الحقوق في حقيقتها ليست ملكا للإنسان لذا يجب عليه المبادرة في إيصالها إلى أهلها حسب ما قرره الشارع المقدس، ولا يجوز له أن ينسبها إلى نفسه فيقول هذا مالي أو دفعت إلى هذا الفقير شيئا من ملكي .
ومن انشغلت ذمته بحق من خمس أو زكاة فإن ذمته لا تبرأ حتى يؤديه، أو يؤدي عنه الورثة بعد وفاته لأن حالها في أهون الفروض حال القروض.
منقول من شبكة الحبيب