خربشة بسيطة 1

[center]لتبدأ و لنبدأ

لكن كيف ؟

الطفل ينزف وحيدا وسط الطريق ،والكبار في دهاليز السياسة يحتسون كؤوس الاحتفال برأس السنة الجديدة، وبيوت تهدم على رؤوس أطفال في المهد، ولعب الأطفال في ركن البيت المهدم .

تصريح هنا وتعقيب هناك وتحليل وتحاليل واحتجاج في الأطراف، وهراوات جيش الاحتياط تنزل على جبال الأصوات، لان الصمت تميز عربي، والكلام كمن يغرد خارج السرب.


من قال لنبدأ ؟اسمحوا لي لقد قالها طفل غزة العزة

فوق سرير في مشفى ، مدرج بالدماء ، يفتح عينيه لتلمع ببريق العزة والكرامة والصبر والتحمل والإصرار ، يُسألُ عن أبيه فيقول مات و يُسألُ عن أمه ويقول ماتت و يُسألُ عن أخيه ويقول مات يُسألُ عن غصن شجرة الزيتون ويقول لن تموت يُسألُ عن العربي ويقول انه في المدرج يتفرج في صمت و يُسألُ عن الملوك ويقول لا مُلك إلا مُلك الله .

وتعلو ابتسامة على شفتيه ، و يُسألُ عنها ويقول إنها الأمل الذي لن يموت ولا يموت هو أبي وأمي وأخي وأختي هو
وطني هو عروبتي هو كياني

لكن كيف ؟

سأقوم ، سأنفض الغبار عن دميتي ، سأشعل شمعة تحت الحطام ، وسأفتح كراستي لأحفظ نشيد الوطن لوحدي ، وسأبحث عن رفاقي لننشدها كما فعل أبناء الجيران قبلي ،

لكن كيف؟
دعني لو سمحت أريد أن اخلد للنوم فالجرح يؤلمني ربما بدا ينزف .
لكن ستنهض؟
نعم

خجلنا من صمود طفل غزة يزداد كلمّا علت تلك الإبتسامة شفتيه , بحقّ إنه يعطينا دروسا في العزة والكرامة
رصاصات الغذر التي أدمت قلوبنا .. نياشين عزّة وأنفة تعلو صدره فطوبى له ..
حتى وهو يهمّ بالإنطلاق والإنعتاق من الحصار والقهر إلى الحريّة, لا يبخل علينا بابتسامة تـذكرنا أننا نفتقد الحرية بمعانيها الأسمى , ومحاصرون بالذل والخنوع.
أمامك يا بطل غزة . ..نحن أقزام بلا كرامة ولا وطن.

بوركت وبورك قلمك أخي الفاضل----------